خيار المواجهة يلوح.. اللبنانيون خلف جيشهم ضد اعتداءات إسرائيل: مواجهة الكرامة أو الانسحاب

خيار المواجهة يلوح.. اللبنانيون خلف جيشهم ضد اعتداءات إسرائيل: مواجهة الكرامة أو الانسحاب
خيار المواجهة يلوح.. اللبنانيون خلف جيشهم ضد اعتداءات إسرائيل: مواجهة الكرامة أو الانسحاب

 



كتبت سحر مهني 



​وسط تصاعد وتيرة الخروقات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية، ووسط حالة من تراجع الفعالية الظاهرة للجنة الخماسية (فرنسا، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، السعودية، ومصر) في لجم التوتر وإيجاد حل سياسي مستدام، يجد الجيش اللبناني نفسه في موقف حرج على الشريط الحدودي الجنوبي. التحدي يتلخص في خيارين مريرين: إما المواجهة العسكرية التي قد تفتح الباب لتصعيد واسع، أو التراجع والانسحاب من بعض النقاط الحيوية في الجنوب، وهو ما يعتبره كثيرون "مواجهة كرامة".

​تحدي الجيش اللبناني: بين الكرامة والواقع

​تفيد تقارير ميدانية بأن الاعتداءات الإسرائيلية لم تعد مقتصرة على الاستهدافات المحدودة، بل توسعت لتشمل انتهاكات برية وجوية وبحرية بشكل شبه يومي، ما يضع المؤسسة العسكرية اللبنانية أمام ضغط غير مسبوق. وفي هذا السياق، يبرز موقف الشعب اللبناني الذي يبدو موحداً إلى حد كبير خلف جيشه، معتبراً أن أي تراجع أمام الاعتداءات هو مساس بالسيادة الوطنية والكرامة.

​نقلت مصادر سياسية مطلعة أن القيادة العسكرية تدرس الخيارات بعناية فائقة، فالمواجهة، رغم الدعم الشعبي، تحمل مخاطر هائلة على استقرار البلاد الهش ومستقبلها الاقتصادي المتردي. لكن في الوقت نفسه، فإن الاستسلام للضغوط والانسحاب يعني تكريس الاحتلال لبعض النقاط الحساسة، وتقويض دور الجيش في حماية الحدود.

​الضغوط الأمريكية وتصاعد احتمالات التصادم

​تزامناً مع تدهور الوضع الميداني، تستمر الضغوط الأمريكية على الحكومة اللبنانية لمنع أي تصعيد. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن واشنطن تضغط لتمرير حلول من شأنها نزع فتيل الأزمة دون المساس بمصالح إسرائيل الأمنية، ما يضع بيروت في موقف لا تحسد عليه، إذ يتوجب عليها الموازنة بين الحفاظ على سيادتها وتفادي مواجهة عسكرية.

​ويرى محللون سياسيون أن تراجع فعالية اللجنة الخماسية يعود جزئياً إلى اختلاف الأولويات بين أعضائها، وعدم وجود آلية ضغط موحدة وفعالة على الطرفين. هذا التراجع يفتح البضاء أمام ازدياد احتمالات التصادم، خاصة مع إصرار الجيش اللبناني على التمسك بمواقعه وواجبه الوطني.

​المستقبل المفتوح على كل الاحتمالات

​يبقى المشهد مفتوحاً على كل الاحتمالات. فبين خيار "مواجهة الكرامة" المدعومة شعبياً، وهاجس الانسحاب تحت وطأة الضغوط الدولية والاعتداءات الميدانية، يقف لبنان على حافة تصعيد جديد. وتنتظر الأوساط السياسية والدبلوماسية ما ستحمله الساعات القادمة من قرارات حاسمة قد تعيد تشكيل قواعد الاشتباك على الحدود الجنوبية.

تعليقات