كتبت سحر مهني
الدروز طائفة دينية ذات جذور إسماعيلية، نشأت في بدايات القرن الحادي عشر الميلادي في عهد الدولة الفاطمية بمصر، وتحديدًا في زمن الحاكم بأمر الله. يُعرف أتباع هذه الطائفة بأنهم "الموحدون الدروز"، ويُقدَّر عددهم اليوم بحوالي مليون شخص موزعين أساسًا في لبنان وسوريا وفلسطين، مع جاليات صغيرة في الأردن وبعض دول المهجر.
النشأة والتسمية:
تعود تسمية الدروز إلى نشتكين الدرزي، وهو شخصية بارزة في بداية الدعوة، رغم أن الدروز أنفسهم لا يحبذون هذه التسمية ويفضلون وصفهم بـ"الموحدين". وقد تأسست عقيدتهم على يد حمزة بن علي بن أحمد الذي أعلن أن الحاكم بأمر الله تجسيد إلهي.
العقيدة والمعتقدات:
العقيدة الدرزية هي عقيدة توحيدية تؤمن بالله الواحد الأحد، لكنها تختلف عن الإسلام التقليدي في العديد من التفاصيل اللاهوتية والفلسفية. كتبهم الدينية تعرف بـ"رسائل الحكمة"، وهي نصوص باطنية لا تُتاح إلا للمطلعين من الطائفة، حيث تنقسم الطائفة إلى "العقال" (المطلعين على الأسرار الدينية) و"الجهال" (العامة).
يؤمن الدروز بتناسخ الأرواح، ويُعدّ هذا الإيمان ركيزة أساسية في عقيدتهم، حيث يعتقدون أن الروح تنتقل من جسد إلى آخر في رحلة مستمرة. كما يميلون إلى الغموض والتكتم في شؤون عقيدتهم، وهو ما جعلهم يُتهمون عبر التاريخ بالباطنية والغموض.
العلاقات الاجتماعية والسياسية:
يُعرف الدروز بولائهم للأوطان التي يعيشون فيها وبانخراطهم في الحياة السياسية والعسكرية، خاصة في لبنان وسوريا. وقد لعبوا أدوارًا بارزة في مراحل تاريخية متعددة، مؤكدين على هويتهم الوطنية إلى جانب خصوصيتهم الدينية.
الخاتمة:
صافيناز زادة
تعليقات
إرسال تعليق