# ابو لهب أسلم من اولاده_ درة _وخالدة _وعزة_ وعتبة _ومعتب _ وهم من الصحابة وكانوا يقرؤون (تبت يدا ابي لهب وتب) لا مجاملة في الولاء والبراء
"أبو طالب" عمُّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، كان له فضلٌ عظيم عليه ، خاصةً في مرحلة الدعوة المكية.
تولّى كفالة النبي صلى الله عليه وسلم صغيرًا ، واعتنى به عنايةَ الأبِ بابنه رغم فقره وكثرة عياله.
دافع عنه في وجه قريش ، وحين بدأت الدعوة واشتد أذى قريش ، وقف "أبو طالب" سدًّا منيعًا أمامهم ، وكان يقول لهم:
«والله لا يصلون إليك بجمعهم ، حتى أُوسَّد في التراب دفينًا».
عرضت قريش عليه عروضًا كثيرة ليتخلّى عن محمد صلى الله عليه وسلم ، فرفض بشدّة ، وقال قولته المشهورة:
«والله لا يُسلموه لي أبدًا حتى أُهلَك دونه».
شارك النبي صلى الله عليه وسلم الحصار في (شِعب أبي طالب) ثلاث سنوات ، في جوعٍ وبلاء ، رغم كِبَر سنّه ، وكلُّ ذلك نصرةً لرسول الله.
ولما حضرت "أبا طالب" الوفاة ، جاءه رسول الله ﷺ، فقال: «يا عم ، قل لا إله إلا الله ، كلمة أُحاجّ لك بها عند الله».
لكنه أبى أن يترك ملّة "عبد المطلب" ، وقال له:
«لولا أن تعيّرني قريش لأقررت بها عينك».
فأنزل الله تعالى:
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.
وقال تعالى أيضًا:
{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.
وعن "العباس بن عبد المطلب" ، أنه قال: «يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء؟ فإنه كان يحوطك ويغضب لك».
فقال رسول الله ﷺ: «هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار» [صحيح مسلم].
و"نوح" عليه السلام نهاه الله ، وقد كان عرّض فقط بالاستغفار ، ولم يقلها صراحةً تأدّبًا مع الله وخوفًا منه، فقال: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}.
فقال الله تعالى له:
{قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}.
أي إن سؤالك إيّاي أن أُنجِيه عمل غير صالح.
{فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}.
فعندها أناب "نوح" عليه السلام وتاب إلى الله من زلّته ، فقال: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ}.
فحتى القرابةُ والدمُ والنَّسَب ، لم تكن شفيعًا بلا توحيد ، ولو كانت لكان ابن "نوح" أولى ، وكان "أبو طالب" أولى ، وكانت أم النبي صلى الله عليه وسلم أولى .. لكن العقيدة هي الفاصلة ، لا مجاملة فيها.
فما بالُ أقوامٍ محسوبين علينا ، بلغ بهم الحال إلى الدعاء للكـ ـفار بالرحمة أو الجنة ، عن جهل أو عناد أو قلّة دين أو نفاق أو من أُشرِبوا في قلوبهم الكفر ، فقط لأنه أفاد بعض الناس ، أو كانت له مواقف حسنة تجاه قضايانا
منقول
صافيناز زادة
تعليقات
إرسال تعليق