معلومات حول الملك احمد فؤاد الثاني

 معلومات حول الملك احمد فؤاد الثاني 

كتبت سحر مهني 

الملك أحمد فؤاد الثاني.. آخر ملوك مصر وحلم لم يكتمل

في صفحات التاريخ المصري الحديث، يبرز اسم الملك أحمد فؤاد الثاني باعتباره آخر ملوك مصر، رغم أن عهده كان قصيرًا وظلّ طفلًا صغيرًا حين اعتلى العرش، لتكون قصته مزيجًا من الملوكية والمأساة الوطنية.

وُلد أحمد فؤاد الثاني في 16 يناير 1952، وهو الابن الوحيد للملك فاروق الأول وزوجته الملكة ناريمان. جاءت ولادته في وقت حساس، إذ كانت الأوضاع السياسية في مصر تتجه نحو الغليان. وبعد شهور قليلة من ميلاده، قامت حركة الضباط الأحرار بثورة يوليو 1952، التي أنهت الحكم الملكي وأعلنت قيام الجمهورية.

تُوّج أحمد فؤاد ملكًا على مصر في 26 يوليو 1952 عقب تنازل والده الملك فاروق عن العرش، لكنه كان رضيعًا لا يتجاوز عمره ستة أشهر، ولذلك تشكّلت هيئة وصاية لإدارة شؤون الحكم باسمه. غير أن وجوده كملك كان شكليًا ومؤقتًا، إذ تم إلغاء النظام الملكي رسميًا في 18 يونيو 1953، ليصبح بذلك أحمد فؤاد آخر ملوك مصر وأقصرهم حكمًا.

غادر أحمد فؤاد مع أسرته إلى المنفى في إيطاليا، وهناك نشأ وتعلّم بعيدًا عن وطنه. درس في المدارس السويسرية وحصل على تعليم عالٍ في العلوم السياسية والاقتصادية، لكنه ظل مرتبطًا بهويته المصرية، مع احتفاظه بلقب "ملك مصر" في الأوساط الملكية التقليدية رغم انتهاء الملكية رسميًا.

في مراحل لاحقة من حياته، حرص الملك أحمد فؤاد الثاني على الحفاظ على صورة متزنة ومحترمة، بعيدًا عن الخوض في صراعات سياسية. عاش فترة طويلة في سويسرا، ثم انتقل إلى فرنسا، حيث استقر لسنوات هو طويلة. وتزوج من الفرنسية دومينيك فرانس بيكار، ورُزق منها بثلاثة أبناء.

ورغم ابتعاده عن الأضواء السياسية، ظل أحمد فؤاد محل اهتمام في المناسبات الملكية التاريخية، وعاد إلى مصر في زيارات قصيرة خلال التسعينيات وبعدها، وسط ترحيب حذر من الأوساط الرسمية والشعبية، في لحظات استحضرت الحنين إلى الماضي وأثارت تساؤلات حول حاضر مصر ومستقبلها.

الملك أحمد فؤاد الثاني ليس مجرد شخصية ملكية منسية، بل رمز لمرحلة فاصلة انتهت بانقلاب تاريخي غيّر وجه مصر إلى الأبد. قصة فؤاد هي أيضًا قصة وطن تغيّر بين ليلة وضحاها، وملك لم يُمنح الفرصة ليحكم، لكنه ظل شاهدًا على تحولات بلده من بعيد.